بیان جماعة الدعوة والإصلاح بشأن استشهاد القائد یحیی السنوار

بسم الله الرّحمن الرّحیم

«الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» (آل عمران:١٧٣)

ها قد ترجل الأسد المغوار من غزة مهد الأبطال و مقحم الأعداء بعد ما يزيد من سنة من قيادة وكفاح بأسلحة بسيطة في وجه جيش بني صهيون المدجج بأحدث الأسلحة و التقنيات والآليات من الدبابات والمسيرات، ومدعومة من القريب والبعيد ومن الكبير والصغير، وبعد معركة شرسة ملهمة للجميع ومؤلمة للعدو، لقد ارتقت روحه الغالي في ملحمة المواجهة الأخيرة إلى بارئه شهيداً.

فَسلَامُ عَلَيه يَوْمَ وُلِد وَيَوْمَ اُستُشهِدَ وَيَوْمَ تَتَحرَّرُ فِلَسْطِينُ وَيَوْمَ یُبْعَثُ حَيًّا

ولقد لقن العقل المدبر والمهندس الزكي لعملية طوفان الأقصى، الشهيد المقدام، أبو إبراهيم يحيى السنوار، الكيان الغاصب في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ درساً مؤلماً لم يتعودوا عليه في سابق الزمان، كما أوقف العالم وقفة دهشة تجاه زيف الشعارات الرنانة وازدواجية المعايير في مواجهة ملف حقوق الإنسان وكشف النقاب عن حقيقتها.

الجيش الذي قهر جيوش جيرانه العرب خلال ستة أيام في يونيو ١٩٦٧، ها هو يقضي شهره الثالث عشر في مستنقع لم يحقق أي انتصار أو مكسب استراتيجي يذكر رغم الدمار الهائل الذي ألحقه بالحرث والنسل، بل وتكبد الكثير من الخسائر في الجنود والآليات والعتاد العسكري، فضلاً عن تعرضه لإدانات واسعة عند أصحاب الضمائر الحية والأحرار والرأي العام العالمي.

وسيقوم الخبراء بدراسة معركة طوفان الأقصى ومكاسبها وتداعیاتها؛ لكن ستبقى صورة النضال الوطني الأسطوري للشهيد يحيى السنوار شامخةً عزيزةً بين أقرانه من القادة السياسيين والعسكريين حيث وقف صامداً بين أهله وشعبه في أصعب مراحل الصراع والمواجهة، مقبلاً غير مدبر حتى اللحظة الأخيرة من حياته الحافلة بالوفاء لعدالة قضيته.

وإننا في جماعة الدعوة والإصلاح، إلى جانب إيماننا بقضاء الله تعالى وقدره، إذ نقف وقفة إجلال أمام إنجازات هذا الشهيد العظيم، نقدم تهانينا وتعازينا للشعب الفلسطيني المجاهد عامة ولإخوانه الأبطال في حركة المقاومة الإسلامية حماس خاصة، راجين المولى العلي القدير أن يتغمد هذه الأيقونة المباركة اللامعة للجهاد والتضحية بالرحمة والرضوان وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

 

إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

 

جماعة الدعوة والإصلاح 

 

2024.10.20